بسم الله الرحمن الرحيم
قرار الجماهير ..........شعر: د. عائض القرني
1 - خُذْ يَاْ صَبَاْ نجدٍ فَضْلاً وَحْيَ أفكَاريْ فَنَجْدُ مَرْفَأ تَرْحَاليْ وَإبْحَاْرِي
2 - وَنَجْدُ جُدِّدَ فِيْهَاْ الحُبُّ وانبَعَثَتْ رَسَاْئِلُ الشَّوْقِ تَرْوِيْ كُلَّ أخْبَاْرِي
3 - وَنَجْدُ مَهْبِطُ آياتِ الجَمَالِ بِهَاْ مَلاَعِبُ الحُسْنِ مِنْ سِحْرٍ وَأشْعَارِ
4 - رِفْقاً بِقَلْبِي يَاْ نَجْدُ الهَوَى فَأَنَا مُتَيَّمٌ لِخَيالٍ مِنْكَ زَوَّارِ
5 - لَبَّيْكَ (سَلْمَانُ) إكْرَاماً لِدَعْوَتِكُمْ وَللْمُحِبِّينَ مِنْ بَدْوٍ وحُضَّارِ
6 - في نجد تبقى أميرَ المجدِ مبتَهِجاً كأن مجدَكَ فيها نُصْبُ تذكارِ
7 - في دولةٍ نصرَ التوحيد أولهم وسار أحفادهم في خيرِ مضْمارِ
8 - شَهْرٌ مِنْ الحُبِّ والآماَلِ كنْتُ بِهِ فِي خَلْوةٍ بَيْنَ أوْرَاقِيْ وأسْفَارِي
9 - وَجَدْتُ نَفْسِيَ بَعْدَ الهَجْرِ سَاْكِنَةً وَسَاءَلَتْنِي عَنْ عَمْدٍ وإصْرَارِ
10 - قَالتْ: أتَعْتَزِلُ الدُّنْيَا وَبَهْجَتَهَا حَسْنَاء قَدْ خَطَرَتْ فيْ عُمْرِ أزْهَارِ؟
11 - فَقُلْتُ: دُنْيَايَ فِي حِبْرٍ وفِي وَرَقٍ مَعْ صَفْوةٍ مِنْ مَشَاهِيْرٍ وأبْرَارِ
12 - قَالتْ: يَقُولُون: ألْقَيْتَ العَصَا تَعِباً وأنْتَ فِي نِصْفِ عُمْرٍ بَائِعٌ شارِي؟
13 - فَقُلْتُ: كَلاَّ فَلِيْ في خَالقِي أَمَلٌ أَعْظِمْ بِهِ مَنْ كَرِيمٍ حَاْفِظٍ بَارِي
14 - قَالتْ: فَدَعْوتُكَ الغَرَّاءُ هَلْ نُسِيْت؟ وأيْنَ أحْمَدُ مَعْ جَبْريْلَ فِي الغَارِ؟
15 - فَقُلْتُ: رُوْحِي فِدَا المعْصُومِ وَاْ ولَهِي دَمِي وَدَمْعِي جَرَى حُبّاً بِتَيَّارِ
16 - خُوَيْدِمٌ أَنَا للدِّيْنِ الحَنِيفِ وَهَلْ لِلْخَادِمِ العَبْدِ أَنْ يَأْتِي بِأَعْذَارِ؟
17 - وَمَنْ أَنَا؟ مَاْ قَدْرِي؟ ومَاْ عَمَلِي الصِّفْرُ يُوْضَعُ في خَانَاتِ أصْفَارِ
18 - وَإنَّمَا شَرَفِي آيٌ أُرَتِّلُهُ أوْ خُطْبَةٌ دُبِّجَتْ أوْ قَوْلُ مُخْتَارِ
19 - قَالتْ: فَجُلاَّسُكُمْ مَنْ هُمْ؟ وَهَلْ حَفَلَتْ تِلْكَ المَجَالسُ عَنْ قَوْمٍ بَأخبَارِ؟
20 - فَقُلتُ: كَاْنَ مَعِي القُرآنُ يُبْهِجُني كَذَا الصَّحِيْحَانِ فِي أُنْسٍ وأنْوَارِ
21 - وَ(لابْنِ تَيْمِيَّةٍ) فِي عُزْلَتِي خَبَرٌ طَارَحْتُهُ بِأحَادِيْثٍ وأسْمَارِ
22 - وَكَاْنَ عِنْدِيَ فِي بَيْتِي عَبَاقِرةٌ (كَخَالِدٍِ) و(ابْنِ مَسْعُودٍ) و(عَمَّارِ)
23 - وَقَدْ جَلَسْتُ مَعَ (المغْنِي) فَسَاْمَرَنِي و(لابنِ خلُدُونَ) تَقعيدٌ بِمعيَارِ
24 - حَتَّى (أبُو الطيِّبِ) الهَدَّارِ أمْطَرَنِي بِشِعْرِهِ كهنيءِ الغَيثِ مِدْرَارِ
25 - وَقَدْ قَرَأْتُ عَلَى (إِقْبَالَ) مَلْحَمَةً منْ شِعْرِهِ بينَ إيرَادٍ وإصدارِ
26 - وَقَدْ شَكَا لِي (شَوْقِي) مَاْ أَلَمَّ بِهِ قِيْثَارَةٌ عنْدَ عَزْفِ اللَّحْنِ قِيثَارِي
27 - وَ(الشَّافِعِيُّ) كتَابُ (الأُمِ) في يَدِهِ يقولُ: خذهُ بِآيَاتِ وآثارِ
28 - و(لابنِ حَزْمٍ) مَعي ذَكْرَى مُوَرِّقَةٌ (طَوقُ الحمامةِ) فيهِ نَفْحَةُ الغَارِ
29 - وَجَاءَ (سَقرَاطُ) يَبكِي خَائفاً وَجِلاً على جدارٍ منْ التَّشْكِيكِ مُنْهارِ
30 - فَقُلتُ: فَاتَكَ رَكْبُ المصطَفَى فَسَرَتْ بكَ الظُّنُونُ ولمْ تظفرْ بأنوارِ
31 - وَزُرتُ لَيْلاً (رَهينَ المحبِسينَ) فَلَمْ يَهْنَأ بعيشٍ ولمْ يرَضَ بأقْدَارِ
32 - وَ(لابنِ زَيدُونَ) أسْرَارٌ مَعيْ حُفِظَتْ أضْحَى التَّنَائي بديْلاً عنْ هَوى جَارِي
33 - عَلَى بِسَاطٍ مِنَ الإجْلاَلِ قابَلَني (أبو حنيْفةُ) مِثلَ الكوكبِ السَّاري
34 - وَقدْ رأيْتُ (أبَا تَمَّامَ) مُرْتَجِلاً: السَّيفُ أصْدقُ منْ لوحٍ وأسْفَارِ
35 - وَقَدْ تَلَوتُ عَلَى (فُلْتيرِ) رَائعَةً منْ فِكْرِهِ يومَ أعْلَى قَدْرَ ثُوَّارِ
36 - وَ(شِكْسبيرُ) حَكَى لي منْ رَوَائِعِه (هَاملْتَ) انْضَجَ فيهَا رُوْحَ مَوَّارِ
37 - فَقلتُ: يكفي جُمُوع الانقليز عُلاً بُزَوغُ نَجْمُكُمو يا (سَوْبِرِ اسْتَارِ)
38 - أمَّا (تيولستي) الروسي فَأَخْبَرَنِي عن قِصَّةٍ كُتِبَتْ في رَبْعِ سَنْجَارِ
39 - وَقَامَ يُنشدُني (طَاغورُ) قَافيَةً قَدْ صَاغَهَا في (نُيودِلْهي) بإبْهَارِ
40 - حَتى ربَاعيَّةُ (الخَيَّامِ) جَاذَبَني بِها نديميَّ مِنْ عِلْمٍ وأفْكَارِ
41 - أطلاَلُ (نَاجِي) سَقَتْ بالدَّمْعَ سَاحَتَهَا وَجئْتُ أرْوِي إلى (العقَّادِ) تَسْيَارِي
42 - وَ(دَانتِيُّ) في رُبَا إيْطَاليَا هَتَفتَ حَمَائمُ الشَّوقِ منْ رُوْمَا بأسْرَارِ
43 - نَعمْ، وَعَاتَبتُ (هَارونَ الرشيدَ) على قَتْلِ (البرامكةِ) الأجوادِ في الدَّارِ
44 - فَقَالَ: دعهُمُ لَنَا عندَ الإلهِ غدًا مواقفٌ سوفَ أتْلُو ثَمَّ أعْذَارِي
45 - أمَّا (الغزاليُّ) فطارَحنَاهُ وارْتَحَلَتْ بصوتِ (إحيائِهِ) الفيْنَانُ أسْرَارِي
46 - ولم تَزَلْ (لابنِ رُشْدِ) في مُخَيِّلَتي أفْلامُ ذِكْرى بإعْزَازٍ وإكْبَارِ
47 - و(الجاحظُ) الفَذُّ أبْكَانِي وأضْحَكَنِي قَوْلٌ كَمِسْبَحَةٍ في كَفِّ سَحَّارِ
48 - و(لابنِ سَيْنَا) شِفَاءٌ منه أمْرَضَني هذي العَقَاقِيرُ أمْ سكِّينُ جَزَّارِ
49 - وجَدْتُ نفسيَ في بَيْتِي وَقَدْ هدأتْ ولمْ تُشتَّتْ بأخْبَارٍ وأسْعارِ
50 - ولَمْ تُرَوَّعَ بأنباءِ الحُرُوبِ ومَاْ في السّوقِ منْ سِعْرِ دينارِ ودُوْلاِر
51 - إذْ كنتُ في لُجَّةِ الدُّنْيَا وَضَجَّتِهَا ما بينَ فَوضَى وأهوالٍ وأخْطَارِ
52 - وجدتُ (لا تحْزَنَ) المشْهُوْرَ آنسَنِي كأنَّهُ تُحْفَةٌ في كَفِّ عَطَّارِ
53 - سَأَلْتُ (لاَ تَحْزَنَ) المحبُوبَ أنتَ لِمَنْ؟ ومَنْ أبوك فَقدْ أنهيتَ أكْدَارِي
54 - فقالَ: أنتَ أبي ودَّعتني زمناً تطوِي المنازلَ أسفاراً بأسْفارِ
55 - فقلتُ: أهلاً وسهْلاً بالَّذِي سَطَعَتْ أنْوَارُهُ، قَمَرٌ أزْرَى بأقْمَارِ
56 - ضممتُهُ فَوْقَ صدري ضَمَّةً فَعَلَتْ بالهمِّ والحُزْنِ فِعْلَ الماءِ بالنَّارِ
57 - وجئتُ والبَسْمَةُ الكُبْرَى على شَفَتِي كَطَلعَةِ الفجرِ شعَّتْ بينَ أستارِ
58 - مَعي فؤادٌ بنورِ اللهِ مُنْتَهَج وهِمَّةٌ في تلظيهَا كإعصارِ
59 - وآيةٌ منْ حَكِيمِ الذِّكْرِ لوْ تُليتْ على الجبالِ لذابَ الصَّخرُ كالقارِ
60 - ولمعةٌ منْ حديثِ المصْطَفَى برقتْ كالنَّجمِ لاحَ بليلِ الجَهْلِ للسَّاري
61 - وبَيْتُ شِعْرٍ شَروْدٍ لوْ هتفتُ بِهِ (لميَّ) سارتْ (لغيلانٍِ) بإصرارِ
62 - ونُكْتَةٌ تُضْحِكُ الثَّكْلَى دَلَفَتُ بِهَا فَرَاحَةُ البالِ عندِي بعضُ أوطارِي
63 - وَسِحْرُ بَاْبِلَ دَبَّجْتُ البَيَانَ بِهِ من سِحْرِ (هَارُوتَ) أو (مَارُوْتَ) أوْتَارِي
64 - خَرَجتُ للنَّاسِ مَاْ في القلبِ مِنْ دَغَلٍ كلاَّ وليسَ بِهِ حقدٌ لأخيارِ
65 - والآن عُدتُ إلى الدُّنيَا وفي خَلَدِيْ حُبٌّ سأسكُبُهُ كالسّلسلِ الجَارِي
للامانة منقول
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته